على الرغم من أنه في المجتمع الحديث من المتعارف تسمية الادمان بالمرض، فان كلمة مرض ليست نموذجية تماما. انها تؤدي الى تدمير كامل للإنسان كفرد وككائن بيولوجي. إذا جمعنا كل الجوانب التي تترك المخدرات فيها اثرا، يمكننا أن نستنتج أنها مرض بيولوجي ونفسي واجتماعي وروحي.
الأكثر خطورة هنا كما في أي مرض، هو "التشخيص" في وقت متأخر. الشخص الذي بدأ بتعاطي المخدرات يدرك انه معتمد بعد فوات الأوان. عادة، عندما لا يكون هناك طريق للرجعة. في بعض الأحيان بعد نصف سنة، وأحيانا بضعة أشهر، وفي بعض الحالات بعد الحقنة الأولى. النتائج عند المدمنين عادة ما لا تختلف كثيرا. انها إما السجن أو الموت، وفقط 5 أو 10٪ الشفاء في العيادات المتخصصة.
يمكن اخذ تعريف المخدرات من ثلاثة جوانب: الطبية والاجتماعية، والقانونية. من وجهة نظر الطب هو عبارة عن مادة تعمل على عمليات عقلية محددة في الجسم (محفزة، مهلوسة، مهدئة، وغيرها). من وجهة النظر الاجتماعية، هذا الاستخدام غير الطبي لهذه المواد على نطاق واسع، عواقبه لها أهمية اجتماعية. وتعتبر المادة مخدرة، إذا كان معترف بها كمخدر في لائحة وزارة الصحة للأدوية.
كل هذه الجوانب ترتبط ارتباطا وثيقا، ويمكن التعرف على أي مادة كمخدر بتوحد هذه العوامل الثلاثة في وصفه.
للأسف، على الأرض هناك العديد من الصور النمطية التي ليس فقط تضلل الناس عن الأثر السلبي لجميع انواع المخدرات، ولكن أيضا إلى حد ما، تحفز الاهتمام في المخدرات. هذه التصريحات الكاذبة تولد في مخيلة الكتاب المعاصرين والمخرجين والمدونين والمدافعين عن ثقافة المخدرات الوهمية.
وهكذا، واحدة من العبارات المفضلة لدى شباب اليوم هي أن الحياة قصيرة وتحتاج الى الوقت لمحاولة كل شيء مرة واحدة على الأقل. ومع ذلك، فإن المخدرات لا تتوافق مع هذه اللعبة. البضع من الآلاف من الذين حاولوا مرة واحدة وتوقفوا على ذلك. وبعد ذلك - مصيبة. رجل يقع تحت سيطرة كاملة للمخدرات والتدمير الذاتي على مراحل.
مغالطة اخرى - هي الادعاء بأن المخدرات تجعل الحياة أكثر إشراقا، وتقضي على المشاكل. ولكن المشاكل تنموا مثل كرة الثلج. في البداية يبدو - ساتعاطى مرة واحدة، لتجنب المشاكل ... ولكن، في المرة الثالثة أو الرابعة تدرك انه لا يمكنك التوقف عند مرة واحدة، ولكن بعد فوات الأوان.
وتبدأ الدورة: استيقظت - ذهبت للبحث عن المال للحصول على الجرعة، وجدت المال - ذهبت لاشتري، اشتريت، وجدت مكان للتعاطي، تعاطيت - ذهبت الى النوم. والدائرة تغلق ...
الكثير من الناس يعتقدون أن المخدرات قادرة على حل المشاكل. ولكن هذا "الحل" مؤقت. تبليد الشعور بالقلق، المستقبل يبدو سهلا وكل ما يزعجك يتراجع إلى الخلف. لكن هنا، "الكومار" ينتهي وتعود ليس فقط جميع المشاكل التي غالبا ما تكون في هذا الوقت أكثر خطورة، ولكن أيضا يتفاقم الشعور بالذنب والخوف من ان "العاطفة" سيعثر عليها. النسان يقود نفسه إلى طريق مسدود.
الترويج عن سلامة المخدرات الخفيفة أيضا له تأثير سلبي للغاية على حالة المخدرات عموما، كما ان تدفق "المجندين الجدد" في صفوف مدمني المخدرات يعتبر الخطوة الأولى التي تؤدي إلى ظلمات الإدمان. الاعتماد يسببه أي نوع من المخدرات، بغض النظر إلى اي من الأنواع ينسب، حتى لو لم يكن الاعتماد جسدي وكان نفسي. ومع ذلك، فمن غير الواضح ايهما أسوأ.
تقنين المخدرات في أي بلد - موضوع مثير للجدل للغاية. لذلك، تشريع القني لن يقلل من حالات الجريمة، حيث ان القنب ليس مكلف جدا، إضفاء الشرعية على مختلف المنشطات على العكس من ذلك، يمكن أن يشجع على الجريمة، حيث انه تحت مفعولهم يفقد الشخص السيطرة على نفسه بحثا عن المغامرة، ويصبح عدواني. والوضع مشابه بالنسبة للحبوب المنومة والمهدئات المخدرة، ولكنها تسبب بعدوانية أكثر من ذلك، ورغبة في القتل. في السويد، محاولة مماثلة لإضفاء الشرعية باءت بالفشل بعد سنتين.
المهلوسات المقننة لن تؤثر على شيئ ايضا، لأنها لا تؤدي إلى اعتماد واضوح او لارتكاب الجرائم. تبسيط الوصول إلى المواد الأفيونية على العكس تماما - سوف تزيد من نسبة الفقر ومن عدد الجرائم المرتكبة من اجل"الجرعة". بدقة أكثر، ستقل الجرائم في البداية، وعندما يصبح عدد مدمني الأفيون أكثر نظرا لان الإدمان سهل للغاية، ستصل الجريمة إلى مستويات غير مسبوقة.
سياسة المخدرات - أمر صعب جدا، لأن هناك العديد من العوامل التي تؤثر في صنع القرار في هذا المجال. لسوء الحظ، ليس من الممكن دائما أن تأخذ في الاعتبار جميع الجوانب. ولهذا السبب، عادة ما انتقد المجتمع عدم كمالية القوانين، من دون فحص شامل لجوهر المشكلة.
والحجة الرئيسية للعديد من المدافعين لتحرير قوانين المخدرات – هي ان هذه مسألة خاصة بحتة. ولكن هذا غير صحيح اطلاقا!
الإدمان على المخدرات لديه الكثير من العواقب الاجتماعية والجنائية لضم هذه المسألة الى اتجاه الديمقراطية وحرية الاختيار. يجب أن يكون هناك دائما رقابة مشددة من قبل الدولة، بالنظر إلى أن الشعب كله ليس قادرا على الصمود أمام الهجمة الشرسة من مادة مخدرة. الجريمة، والفقر، والأيتام، والإيدز ... وهذا كله - المخدرات. وجهها الحقيقي.
لا توجد تعليقات